وكأن الضباب يترجم ظنوني .. انها كذلك !! فبين المترين وأنا في الصعود .. هز صخور الجبل الحادة فرقعة كدوي الرعد رجت المكان وانبعث من بينها دخان ناري ثم بدأت الطريق بلانشقاق .. ويتوسط الشق خروج يدٍ طويلة ذات اصابع و مخالب مسننة .. حادة .. لتحمل ما يخفية اسفلها .. ثم أكتمل خروج ذلك الكائن الشيطاني .. شكلة مرعب جداً .. وجهه نصف جمجمه بشريه ضخمة والنصف الاخر مخلوق غريب .. وعيناه مكانهما تجويفان عظيمان .. أرى من مكانى أن الدود يأكل ما تبقى منهما بشراهه .. اغلب جسمة ممزق والباقي كأنة عظام بلا لحم .. شكلة مفزع وبشع خرج من باطن الارض .. وانا اقف مكاني وأنظر بنظرة ينتابها الذهول من المشهد وهو يتقدم نحوي بخطوات مملؤه بالكرة و العداوة .. وأنة سوف يمزقني و يقطعني ارباً اربا بلا رحمة !!
ماذا سوف يحدث بينة وبين الكائن الشيطاني ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
الحلـــ 11 ـــقة
لو كان شخص حي بذلك المكان ورأى ذلك الموقف المفزع لمات رعباً .. لكن لن اقف هاكذا .. سوف اتغلب على تيار الخوف الذي ينتشلني !! فسرت موجة هي الشجاعة المتدفقة من باطن القلب فتسلسلت ذاهبة الى العقل فنصعت هناك وانبثقت لتحل عقدة اللسان بكلمات روحانية قوية انصدع جبل الظلام لها .. كلمات صوتها عميق تنبعث من نفسً مطمئن تشكلت في تلاوة سورتي المعوذتين .. نعم انها كلمات الله والتوكل علية و الثقة بة !!
فبعد التلاوة المتواصلة توقف ذلك الكائن المرعب وكأنة يحتضر .. وبدأ جسمة بتلاشي .. وانطلقة صرخة شديدة منة هي الموت .. وكأن كلام الله عز وجل تُحول جسمة الى ذرات ثم تطايرت وانتثرت بين الضباب الاسود .. سبحان الله ولا اله الا الله .. كم كان الموقف عجيب ومفزع .. والرئة تسحب هواء الموقف بشدة ليعود الاستنشاق والتنفس لطبيعتة في ذلك المكان الشيطاني .. الحمد الله !!
تابعت الصعود في طريقً ضيق بعد ذلك المشهد المفزع وانا على ذكر الله أمضي و الصخور من حولي تتحرك والارض تهتز كأنها سوف تسقطني من فوق الجبل ومن بينة تصدر اصوات غريبة .. مرعبة .. مخيفة .. تخترق الاذن .. صريخ .. خوار .. طنين .. كأنك تسمع ألف شخص يعذب او الف حيوان يسلخ .. و اصوات اخرى شديدة تصم الآذان .. يكاد القلب يرتعب فزعاً من وقعها .. و تفتح ابواب الخوف على مصرعيهما .. لتسيطر عليك وتستحوذك .. ويحدث ما لا يحمد عقباه .. لكن لن استسلم ابدا ولن افتر عن ذكر الله وأنا اتقدم بحفظة !!
خطوات راسخة وحذرة وانا اشق الطريق في ذلك الجبل المظلم والعين تترقب يمنة ويسرة لعل شئً أخر مفزع .. مرعب .. يترصدني من قريب بعيون شريرة جهنمية .. فبعد عناء وصبر شديدين توقفت خلف صخرة كبيرة قرابة قمة جبل الظلام أخذ أنفاسي واستجمع قواي !!
بينما أنا كذلك و الظلام من حولي يتبدد وينقشع بعض الشئ .. أخذت استرق النظر بنصف عين على غرابة المكان وشماخة الجبل ومن أسفلي من بعيد عمق الوادي وأحمرار تربتة التي يكسوها ضباب أسود .. ومن هواء الجو الحار الذي يلفحني من كل جانب .. بعد تأملي للمشاهد شد بصري النظر أعلى الطريق .. فهناك وعلى مرمى البصر بدت ساحة مستوية .. وأرى بعدها فتحت كهف بين الصخور .. لا شك أنة كهف الهلاك !! .. اعلى الكهف حروف كبيرة منقوشة بها مربعات وخطوط منفصلة عن بعضها البعض .. لا اعلم معناها !! .. ومن داخل الكهف أضواء حمراء لا تدري أين منبعها ؟
وما بين الكهف حارسان من شياطين الجن .. لونهما أحمر .. لا أكد اميز وجهيهما.. لكن كأن أعينهما متوهجة كبيرة تأخد اغلب ملامح الوجة .. وأسنان طويلة تتدلى من فكيهما حتى تصل قرابة الارض .. اجسامهما طويلة صلبة و دخان اسود ينبعث منهما زادهما بشاعة وشرا !!
تصلبت في موقعي وقبضت أنفاسي وصل عرقي و العين تترقبهما بحذرشديد وكأنهم يستشعرون وجودي .. فبعد انتظار طويل و العين تسترق تحركات الحارسين .. اذا بهما يذهبان للداخل !! .. تقدمت بخطوات سريعة ثابتة رأسً الى مدخل الكهف .. وعند قرابتة تذكرت قول الشيخ : لا تنسى قبل ان تدخل الكهف ان تتلوا آية الكرسي !! .. قرأتها بخشوع شديد وتوكلت على الله .. ثم تحركة القدمان للداخل !!
كان كهفً عميق طويل .. لكن وانا في الطريق احس ان احدهم يتتبع خطواتي ويكاد يُطبق على شفتي ان تنطق بذكر الله .. لكن كنت اقاوم بشدة وانا اتقدم .. ففي أخر الكهف هناك كان كائن ما .. كائن مخيف يجلس على الأرض مكبل بالسلاسل من كِلا يديه .. والسلاسل نفسها منقوش عليها نقش غريب .. ربما كان مشابها للنقش للذي كان أعلى الكهف !!
لا بد انة الفارس الذي حدثني عنة الشيخ !! .. فوصف شكلة المخيف شئ صعب !! .. تقدمت الية .. وفجئة ظهر الحارسان في طرفة عين وهما يقفان جنبة كأنهما يحاولان أذيتي و منعي مما اقدمت علية !! .. كم كان شكلهما مرعب جداً .. ان الاسير لهو اجمل وصفاً بالنسبة للحارسين !!
مع استمراي المتواصل لذكر الله عز وجل امام الحارسين .. بدأ لساني يثقل ولا يقوى الكلام .. وأخذت الاطراف لا تستجب لاوامر الحركة .. وشعرت باني ارتفع عن الارض وقد فقدت الارض جاذبيتها او أن روحي خرجت تحلق من جسدي .. او انة اصابني مس شيطاني .. قوي .. حاد .. وهما يمرقاني بنظرات الغضب و الكراهية .. ويزمجران بصوت شديد الفزع .. ويتشكلان بأبغض الاشكال وابشعها رعبا .. لعلهم يجدون مدخلاً للخوف في النفس ثم يكون ما لا يحمد عقباة .. لكن !! كان بعض الخوف يستشري الاوصال !!
ماذا سوف يفعلة العفرتين بة ؟؟
تابع الاحداث في الحلقات القادمة !!
الحلـــ 12 ـــقة
فكنت اقاوم تلك القوى الشيطانية واحس بنبضات القلب سوف تتوقف وأني هالك لا محال !!
لحظات صعبة شديدة مظلمة .. ثم اغمضت عينيّ وانا احاول ان اثبت القلب واستجمع القوى الكامنة فية .. او أن ما تراة العين ويدركة الجسد لن يضرني ولن يمسني بسوء .. ثم أنطلق من الباطن المدفون شعاع من المخ .. يشع ليخاطب النفس و الكيان بهمس يتردد في منطقة الاصغاء ويتسلل بتصاعد سريع .. لا تستسلم .. لا تستسلم .. فحرك القلب و العقل ذاكرة قول الشيخ لينطق اللسان بصوت مخنوق وانفس تتقطع وكأنها تنبعث من نفق عميق :
" بعظمة رب العباد # يا من تسيحون في كهف الهلاك # عزافيرا # عزافيرا # عزافيرا # بحق العزيز الجبار # بحق سيدكم # فكوا قيد الاقياد # فكوا قيد الاقياد # حتى إذا أحضرتم # أحرقكم المولى "
أطلقت زفرة قوية شديدة بعد الكلمات و التعب و الارهاق يرسم الوجة لون الصفار على الجلد .. وأخذت اتنفس بصعوبة .. والهث وأكل انفاسي بشراهة .. كأني غريق ظل تحت الماء ساعة لا يتنفس ويتحرك محاولت الصعود لا يقدر .. ثم فجئة اندفع خارج الماء للهواء الطلق يستنشقة !!
لحظات و البصر ينظر الى الاسير بعد الكلمات .. ثم حدث شئ عجيب .. لقد ذابت تلك القيود من حولة كأنة حديد يصهرمنساب وتفكك اسرة .. ثم وثب الاسير بقوة كمن ذاق مرارة العذاب ليدفنة .. ارتعد لهما الشيطانين .. و صرخ الاسير بكلمات لم افهم جميعها كمن يستحضر الاموات من القبور :
" ******* الاهكم ********* القوي الجبار ******* سيدكم ********** العظيم "
تلك الكلمات جعلت الحارسان يحترقان ناراً ويلتويان عذبا .. ويصرخان صرخات شديدة عجيبة مظلمة وهما يحاولان الهرب .. حتى اختفيا بعيداً و النار تشتعل فيهما من كل جانب وقد أخذت كثيراً من أجسادهما .. كأن قوى الفارس لا يقوى عليها الحارسان !!
لحظات من الذهول والانبهار اسكنت كل حركة من الجسم كأني جثة هامدة .. ثم تحدث الاسير بنبرة سريعة تحت الاحداث فقال : بسرعة قبل ان يدركنا شيطانٌ أخر .. وأمسك بيدي يجرها بقوة وكأن قطار الموت قادم .. وأخذت الاقدام تتسارع وتنتقل من الكهف و تتقاحم بين صخورالجبل وتتلاطم على وعارة الوادي !!
بعد تلك الاحداث استقر بنا الحال بعيداً عن جبل الظلام حيث كنا قراب موقع انتقالي السابق !! توقفنا و كنت لحظتها لا اسمع سوى صوت انفاسي المتعاقبة و الساخنة من هول الاحداث .. وكلانا ينظر بعضنا الاخر بنظرات يغمرها الفرح و الانتصار وقد تشكل الاسير بالبشر مثل ما رايتة في تلك الليلة الممطرة ..
" الحمد الله الحمد الله " .. لقد نجانا الله من شرهما .. ثم نظر الي وبصوت يلهث وبلهجة الاستغراب تحدث : من انت ؟ .. انت لست من الجن !! .. بختصار شديد .. رويت له احداث الكيان الدخاني و الخاتم الى ان قادني القدر هنا !!
نظر الي بتعجب وتقدير وقال : الحمدالله أني رميتُ الخاتم قبل أن يجتذبني الشيطان الاسود في اسفلت الطريق وكنت أنت من حملة وأحاط بة عن الاعداء ان يلمسوه .. انت بطل وفارس القرية وتستحق الزواج من ابنت الملك !!
انا بفرح شديد :
" الحمد الله " .. لكن يشغل بالي سؤال : لماذا لم تستطيع ان تتحدث بتلك الكلمات عندما كنت اسيراً ؟ .. قال : لقد كنت محاط بقوى شيطانية تمنعني النطق و الحِراك وإستخدام قواي ولأخص ان الجبل محاط بقوى شيطانية .. وان الحارسان لم يكونا سوى جنديين من شياطينهم يقوما بالمناوبة .. وهذا من حسن حظنا !! .. ثم قال لا وقت نضيعة هنا يجب ان نرحل بسرعة .. وتحدث بكلمات غريبة وقال اغمض عينيك لننتقل الى القرية !!
انتقلنا الى القرية وكانت هناك روعة المفاجئة .. صوت يهز الزلازل في الارض .. استقبلنا بة اهالي القرية وهم يزدحمون بالترحيب و التصفيق و التهليل :
" الله أكبر الله أكبر الله أكبر " .. وكأن بعض فرسان القرية كانوا يترقبوننا من بعيد و انتشر خبر انقاذ الاسير في القرية قبل انتقالنا اليها بلحظات .. ثم هناك أبويّ الاسير وهما يحتضنانه بقوة ودموع الفرح تنسال منهما بشغف لعودته سالما .. ثم اقترب الاسير وعائلتة مني واحتضنني الاسير وشكرني كل الشكر على مساعدتي وكذلك جميع عائلتة قاموا بالشكر الحار !!
وهناك تقدم الشيخ وابنتة الي وهما يحاوراني نظر العز والفرح و النشوة !! .. ولم تفارق عيني ابنت الملك وهي تقترب كالفراشة وفي عينيها دمعة فرح وكانها ماسة ثمينة يتلقفها صحن خدها الناعم فاستقرت عليه .. وأنا اسرح بخيالي بعيدا .. اعانق النجوم تارة واهيم في ملكوت الله تارة .. متفكرا مقتنعا ان حال قلبي نمت في ثناياه وثنايا القلب حب و اشواق .. حب و شوق أخذ يتزايد ويتسع بنهم شديد !!
ثم اكتسى وجهها بنظرات من لؤلؤ ومرجان من اجمل ما رات عينيّ يزخرفها احمرار خجل كأنة حجر كريم أحمر خلاب .. وبتسامة هي الوان الطيف لتروي القلب وتبعث فية الحياة .. ويبعثر كل ما مر بي من غمامة من صعاب .. أنها ابتسامة طال انتظره